2013/04/27

{6923 صدى} جابر عثرات الكرام


جابر عثرات الكرام
د. محمود نديم نحاس
المقالة منشورة في الاقتصادية الإلكترونية، السبت 27/4/2013
هذه قصة أوجزتها من كتب الأدب والتاريخ، تاركاً للقارئ الكريم أن يستنبط منها الدروس والعبر، وأن يتحمّل تعليقي في نهايتها.
ففي أيام الخليفة "سليمان بن عبد الملك" عاش "خُزيمة بن بِشر" في منطقة الرقة في بلاد الشام، وكان صاحب مروءة وكرم وفضل. لكن الدنيا لا تدوم. إذ تغيرت أحواله واحتاج إلى أصحابه الذين كان يتفضل عليهم فيما مضى من الأيام، فواسوه فترة، ثم تخلوا عنه. فلزم بيته، وانقطع عن مجلس والي الجزيرة الشامية "عكرمة الفيّاض الرّبعيّ" ومجلس الخليفة. وبعد مدة افتقده الوالي فسأل عنه، فأخبروه عن حاله، فصمت، لكنه أضمر في نفسه شيئاً.
فلمّا كان الليل، أخرج الوالي أربعة آلاف دينار، ووضعها في كيس، ثم خرج متنكّراً متخفيّاً حتى وصل دار خزيمة، فقرع الباب، فخرج خزيمة، فناوله الكيس، وقال له: أصلح بهذا حالك! فسأله خزيمة: من أنت، جُعِلتُ فِداك؟ فقال: أنا "جابر عثرات الكرام"! ثم تركه ومضى.
وفي الصباح، قام خزيمة وأصلح من حاله، وسدد الديون التي عليه، ثم جهّز نفسه وسافر ليحضر مجلس الخليفة. فلما دخل عليه قال سليمان: ما أبطأك عني؟ قال: سوء الحال! قال سليمان: ما منعك من النهوض إلينا؟ قال: ضعفي عنها! فسأله: فبِمَ نهضتَ؟ فأخبره بقصة "جابر عثرات الكرام".
قال سليمان: هل عرفتَه؟ قال: ما عرفتُه! فقد كان متنكراً. فتأسّفَ سليمان وقال: لو عرفناه لأعَنّاهُ على مروءته وأكرمناه. ثم إن الخليفة عيّن خزيمة أميراً على الجزيرة (وهي المنطقة بين نهري دجلة والفرات)، مكان عكرمة!
ومضى خزيمة إلى الجزيرة، وأصبح والياً عليها. لكنه وجد ديوناً على عكرمة، فبعث إليه في أدائها. فقال عكرمة: ما عندي منها شيء! فأمر أن يُسجَن ويُكَبّلَ بالحديد، فأقام على ذلك شهراً. فأرسلت امرأة عكرمة جاريتها لتقول للوالي: أهذا جزاءُ "جابر عثرات الكرام" منك؟ فصاح خزيمة: وا سَوأتاه!
ثم بعث إلى وجوه أهل البلد فجمعهم، وخرج بهم إلى السجن، ودخل هو ومن معه على عكرمة وأكَبّ على رأسه يُقَبِّلُهُ. ثم أمر بفك القيد من رِجلي عكرمة ليوضع في رِجليه هو، ليناله من الضر مثل ما نال عكرمة. فقال عكرمة: والله لا كان ذلك!
ثم إن خزيمة أخذ معه عكرمة وسارا إلى سليمان بن عبد الملك ليعرّفه بـ "جابر عثرات الكرام"، فرحّبَ به الخليفة، وأدنى مجلسه، وقال له: ارفع حوائجك كلها. فقال: اعفني يا أمير المؤمنين. قال: لا بُدّ. ثم قضى له حوائجه وأمر له بعشرة آلاف دينار، ثم عَيّنه أميراً على الجزيرة وأذربيجان وأرمينيا، وقال له: أمرُ خزيمة لك، إن شئتَ فاعزله، وإن شئتَ فاتركه في عمله. فقال: بل أزيده عملاً إلى عمله يا أمير المؤمنين.
لله درّك يا عكرمة، فأنت تعرف أن الكرام إذا كَبَوا يحتاجون لمن يجبر عثرتهم، فكنتَ لها! فقد أبتْ عليك مروءتك أن ترى رجلاً واحداً من كرام الناس في الجزيرة الشامية في ضيق، وأنت تعرف قَدْرَه ومكانته، بل إنك تحمّلت الأذى في سبيل ذلك من أجل ألا تمنّ عليه، ومن أجل ألا يعرف معروفَك أحدٌ. فبالله عليك ماذا كنت ستفعل إذا رأيت ملايين أهل الشام وقد هُدّمت بيوتهم وأخرجوا من ديارهم وأموالهم، فساءت أحوالهم بعد أن كانوا أهل فضل؟ أخالُك تقول: ما يمنعكم أن تكونوا جميعاً مثل "جابر عثرات الكرام"؟ لاسيما وأنتم اليوم لا تحتاجون للتنكّر والتخفّي لتوصلوا أعطياتكم، فالمنظمات الإغاثية المرخّصة المعتمدة تقوم بهذه المهمة نيابة عنكم.
ولله درّك يا سليمان، فأنت لم ترضَ أن يسبقك أحد في المروءة والشهامة، فإذا بك تتلمّس لتعرف من هذا الذي ربما سبقك هذه المرة، فأردت أن تكرمه ليزداد عطاؤه. ولله درّك يا خزيمة، فقد أنصفت عكرمة من نفسك، وذهبت به إلى الخليفة ليكافئه. ولله درّكم جميعا فقد قلتم بلسان الحال والمقال:
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه *** لا يذهب العرف بين الله والناس
 

2013/04/20

{6922 صدى} الهيئة السورية للتربية والتعليم (عِلْم)


الهيئة السورية للتربية والتعليم (عِلْم)
د. محمود نديم نحاس
المقالة منشورة في الاقتصادية الإلكترونية، السبت 20/4/2013
مع استمرار أزمة الشعب السوري وتعطل معظم مناحي الحياة، ومواصلة قصف المنازل والمدارس من الجو، وتهدّم البنية التحتية، وهجرة حوالي ربع السكان من بيوتهم إلى العراء في الداخل أو إلى المخيمات في الخارج، وأكثرهم أطفال في سن الدراسة، فقد تنادى عدد من السوريين المخلصين إلى تأسيس هيئة تُعنى بتربية وتعليم أبناء وبنات المهجّرين، فشارك في تأسيسها عدد غير قليل من مؤسسات المجتمع المدني السوري، إضافة إلى عدد من الأفراد المستقلين، وتم تسجيلها في تركيا كمؤسسة خيرية وقفية غير ربحية مهتمة بالتربية والتعليم، وحصلت على اعتراف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية كمؤسسة تعليمية للسوريين. ويصادف هذا اليوم السبت – العشرون من شهر نيسان/إبريل 2013م - إشهارها رسمياً في رحاب الأزهر الشريف في القاهرة في جمهورية مصر العربية، لتكون الجهة المعترَف بها المسؤولة عن التربية والتعليم لأولاد السوريين الذين فقدوا مدارسهم وهُجّروا من ديارهم. ويشارك في حفل التعريف بها عدد من المسؤولين العرب، إضافة إلى   مئات الضيوف والمدعوين من أكاديميين ومتخصصين وخبراء وعلماء ورجال أعمال وفنانين، وفي الغد سيتم عقد عدد من ورش العمل في مركز المؤتمرات بجامعة القاهرة لدراسة واقع ومستقبل التعليم في سورية ليصدر عنها ميثاق التعليم السوري.
وتؤكد الوثيقة الخاصة بتأسيس الهيئة السورية للتربية والتعليم أنها مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني، غير ربحية وغير سياسية، ينحصر عملها في مجال التربية والتعليم، المدرسي والجامعي، للسوريين، داخل الوطن وخارجه، إضافة إلى تدريب الكوادر التعليمية، وكل ذلك من أجل إنقاذ الوضع التعليمي وعدم ترك الجيل السوري يتجرع كأس الجهل والحرمان من التعليم، مع السعي لتأمين الاحتياجات التعليمية، والنهوض بالتعليم، وعقد الامتحانات، والحصول على اعتماد للشهادات من مختلف الدول بغية تسهيل دخول السوريين في المدارس والجامعات في دول الجوار ودول الهجرة.
ولما كانت المنظمات الداخلة في الهيئة السورية للتربية والتعليم قد بدأت بالفعل في تأسيس بعض المدارس في الداخل السوري، وفي دول الجوار والمخيمات فإنه من المأمول أن تستطيع الهيئة السورية للتربية والتعليم أن تدعم هذه المدارس وتوحد مناهجها لتحقق الأهداف التي قامت من أجلها.
وللهيئة مجلس إدارة منتخب يرعى شؤونها، ومجلس تنفيذي يتألف من عدد من اللجان التنفيذية المتخصصة، ومجلس استشاري يوجه أعمالها ويقدم وجهات النظر الخاصة بالتربية والتعليم. ولها أيضاً نظام داخلي مذكور فيه الرؤية والرسالة والأهداف والقيم التي قامت عليها الهيئة.
وقد باشرت الهيئة عملها بالقيام بعدد من المهام الإغاثية التعليمية (من طباعة الكتب الدراسية وتجهيز أماكن الدراسة ومستلزماتها) في بعض مدارس النازحين في البلدان المجاورة. أما في الداخل السوري فانحصر عملها في المناطق الشمالية التي لم تعد تابعة للنظام السوري.
وحتى الآن فإن مصدر دخل الهيئة هو جيوب مؤسسيها، لكن هذا العبء الثقيل يتطلب دعماً من مختلف الدول التي اعترفت بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وكذلك من قِبل الهيئات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني والأفراد. ولذا فإن الهيئة تستقبل الهبات والإعانات على حساباتها المصرفية في الدول المسجلة فيها، وتتم مراقبة حساباتها من الجهات الرسمية التي أصدرت ترخيصها كجمعية خيرية وقفية متخصصة بالتربية والتعليم دون أي أعمال أخرى. ويمكن الوصول إلى موقعها على الإنترنت بالبحث عن اسمها كما هو في عنوان المقالة.

2013/04/13

{6921 صدى} مَنْ يعيدُ البنتَ للأوطانِ مَنْ


مَنْ يعيدُ البنتَ للأوطانِ مَنْ
د. محمود نديم نحاس
المقالة منشورة في الاقتصادية الإلكترونية، السبت 13/4/2013
عندما كتب الشاعر سليم عبد القادر قصائد ألبوم "عودة ليلى" الذي يتحدث عن طفلة فلسطينية أخرجها الجنود الإسرائيليون من بيتها، تاركة وراءها ألعابها منثورة، ربما لم يدر في خلده أنه سيأتي يوم تنطبق فيه قصائده على أطفال بلده الجريح سوريا.
شاعر النفحات الإيمانية وشاعر الأطفال سليم عبد القادر، استطاع أن يؤدي رسالته الهادفة بأسلوب فني رائع، فكتب قصائد الإرشاد من بحور الشعر القابلة للإنشاد، فأوصل رسالته من خلال مضامين كلمات راقية، مفعمة بالقيم، مع الحفاظ على السوية الفنية العالية التي تجذب الناس وهم ينشدونها لإشباع رغبتهم للطرب، وتم من خلال الطرح الجمالي تقديم القيم والسلوكيات بطريقة فنية غير مباشرة. والأجمل من كل هذا هو أن قصائده كلها بالفصحى، لغة القرآن الكريم، ولغة العرب حيثما كانوا، قدمها خدمة للذوق الأدبي والفني والدين الحنيف.
سبق لي أن كتبت عن ألبومه (نبع الحب) الذي علّم فيه الأطفال الحب الحقيقي، واليوم ونحن نرى أطفال سوريا في العراء أو في المخيمات نتذكر ألبومه (عودة ليلى)، الذي يعطينا الأمل بأن هؤلاء الأطفال سيعودون إلى بيوتهم، ونسأل الله أن يكون ذلك في القريب العاجل. ولا يتسع المقام إلا لبضع أبيات مختارة من عدة قصائد من الألبوم، وهذه اختياراتي:
ليلى بنت كالقمرِ *** أحلى من كل الصورِ
ولها بيت من فرحٍ *** في حقل حلو الشجرِ
كانت تصحو في الفجرِ *** تشهد أسراب الطيرِ
أو تجري بين الزهرِ *** أو تتلو بعض السورِ
ذات مساء هبت ريحْ *** وأتى جيش الغدر يلوحْ
خافت ليلى أين تروحْ *** من شر لم ينتظرِ
خرجت ليلى عصفوره *** من قريتها مذعوره
نسيت لعبا منثوره *** هربت من وجه الخطرِ
عاشت ليلى في الغربه *** تذكر قريتها العذبه
والقلب يناجي ربه *** بالعودة بعد السفرِ
*************************
حينما قد خرجت ليلى تسيرْ *** ذات يوم تحمل الحزن الكبيرْ
لم تكن تدري إلى أين المصيرْ *** راحت الأشجار تبكي والزهورْ
الأزاهير وأسراب الحمام *** لم تزل تسأل عنها باهتمام
واكتوت ليلى بألوان المحنْ *** غير أن البنت لم تنسَ الوطنْ
حبه في قلبها الغض سكنْ *** مَنْ يعيدُ البنتَ للأوطانِ مَنْ
*************************
وقفت ليلى بعد الفجرِ *** تحكي قصتها للطيرِ
كان هنالك ذات زمانْ *** أرض ضاحكة الألوانْ
من حول حقول الزيتون *** فيها، وحقول الليمون
تمتد سهول وتلال *** يتبسم بحر ورمال
تلك بلادي يا أصحابي *** مازالت فيها ألعابي
وأتاها في الليل شتاءْ *** زلزال هز الأرجاءْ
وتحدى الزلزال رجال *** ماتوا ليعيش الأطفال
قالت في الحال الأطيار *** سوف تعود إليك الدار
كانت ليلى ترسم حلما *** ترجو أن تلقاه يوما
*************************
جلست ليلى في الدارِ *** تحت ظلال الأشجارِ
ترسم طائرة أحلى *** من أوراق الأزهارِ
لما قد فرغت منها *** بين يديها حملتها
راحت تجري فرأتها *** تعلو فوق الأسوارِ
تركتها لما طارتْ *** في الجو العالي صارتْ
وبأعلى صوت قالتْ *** انطلقي لا تحتاري
قالت في حب طيري *** نحو الوطن المأسورِ
فوق روابيه دوري *** هاتي بعض الأسرارِ
ولقريتنا لا تنسي *** أن تحكي عن أخباري
قولي إني راجعةٌ *** قولي إني عائدةٌ
ومن العودة واثقةٌ *** مهما طالت أسفاري
*************************
تجمع الأطفال في الربيعِ *** على بساط أخضر بديعِ
وأرسلوا رسالة لليلى *** على جناح الطائر السريعِ
قالت هدى بصوتها الشفاف *** لا تحزني يا أخت لا تخافي
لابد في نهاية المطافِ *** للموطن الحبيب من رجوعِ
قالت نهى كم ذقت من عذاب *** فأبشري يا أخت بالإيابِ
ولتأخذي الأجمل من ثيابي *** لتمسحي ما كان من دموعِ
وقال محمود بصوت عالي *** سترجعين فاذكري أقوالي
لموطن الجمال والجلالِ *** للبيت والبستان والينبوعِ
وقال سعد وابتسام إنّا *** بكل طفل في الحياة جئنا
في صفك العادل قد وقفنا *** فأنت بعد اليوم لن تضيعي
*************************
فوق أكتاف الغمامه *** أقبلت يوما حمامه
تحمل البشرى فقالت *** في سرور وابتسامه
أختكم ليلى انظروها *** كيف عادت بالسلامه
أقبل الأطفال سعيا *** يسبقون الريح جريا
يحملون الزهر حلوا *** في أياديهم نديا
فرشوا الدرب وقالوا *** أقبلي يا أخت هيا
أقبلت ليلى تقول *** موطني هذا الجميل
كل شيء فيه حلو *** الروابي والحقول
ماله في الأرض عندي *** يا أحبائي مثيل
وابتدا عمر جديد *** كل ما فيه سعيد
فرحةٌ، حبٌّ، سلام *** بهجةٌ، عيشٌ رغيد
وانتهت قصة ليلى *** مثلما الله يريد
*************************
بقي أن أقول أن ألبوم "عودة ليلى" من إصدار شركة سنا، وقد صُوِّر بفيديو كليبات رائعة تألقت فيها الطفلة السورية هالة الصباغ التي أنشدت القصائد. 

{6920 صدى} جامعة الملك عبد العزيز تحتل المرتبة49

 
جامعة الملك عبد العزيز تحتل المرتبة49 بين الجامعات الآسيوية حسب تصنيف ملحق التعليم العالي لصحيفة التايمز اللندنية والأولى على مستوى الجامعات العربية والسعودية



Prof. Mahmoud Nadim Nahas
Follow me at



2013/04/09

برنامج للبحث عن الملفات المكررة وحذفها في ويندوز

ملاحظة : كل من يستقبل ايميلاتي ولا تظهر له الصور ، وخصوصا على بريد Hotmail ، قم بإعادة توجيه Forward للإيميل الذي يحتوي على الصور الى أي بريد آخر Yahoo  أو Gmail وستلاحظ أن الصور موجودة، أو بإمكانك إستخدام متصفح قوقل كروم.

 

 

برنامج للبحث عن الملفات المكررة وحذفها في ويندوز


post_howtofinddup_598x337

وهذه صور من شاشات البرنامج

http://www.digitalvolcano.co.uk/content/images/screenshots/DC3_Pro_Tall.jpg

كثيراً مايقوم المستخدم بحفظ أو تنزيل نفس الملفات أكثر من مرة من على الإنترنت وبالتالي يؤدي هذا التكرار إلى ضياع مساحة لابأس بها من القرص الصلب.

تطبيق  Duplicate Cleaner Free يقدم للمستخدم إمكانية البحث عن الملفات حسب العنوان أو حسب الكاتب أو حسب المحتوى، كما يمكن البحث ضمن الملفات الصوتية أيضاً عن طريق مؤلف أو كاتب الأغنية.

بعد تنزيل البرنامج وتشغيله، تحتوي النافذة الأساسية ثلاث تبويبات في الأعلى، الأول يختص بالبحث  وتحديد الملفات التي نرغب بالبحث عنها، واستثناء بعض الملفات حسب الاسم أو حسب الحجم، أما التبويب الثاني فمن خلاله يقوم المستخدم بتحديد مكان البحث عن الملفات، والتبويب الثالث يعرض للمستخدم نتائج البحث عن الملفات المكررة.

لتحميل البرنامج من هنا :

http://goo.gl/GfVot

 

 

_________________________________________________________________________

تابعوني هنا

 

 

 

 

__________________________________________________________________________

 

 

من أجلك يا سوريا          بترخصلك نفسي والروح

من أجلك يا حرية          رح نتحمل كل جروح

 


2013/04/06

{6919 صدى} ما لا ترونه


ما لا ترونه
د. محمود نديم نحاس
المقالة منشورة في الاقتصادية الإلكترونية، السبت 6/4/2013
استعرت عنوان مقالتي من عنوان رواية صديقي الشاعر الهمام سليم عبد القادر التي روى فيها تجربته الشخصية في المعتقلات السورية. وأسأل الله له الصحة والعافية فهو الآن يرقد على السرير الأبيض.
وسبب استعارتي لهذا العنوان هو ما أطلعتني عليه سيدة فاضلة على ما لا نراه فعلاً من التعذيب الممنهج في سوريا. فبعد مقالتي عن هذا الموضوع، والذي جمعتها من الكتب والروايات التي كتبها من دخل السجون وعانى من التعذيب، جاءتني رسالة من هذه السيدة الفاضلة تقول بأن أحد أقاربها يعمل في الصليب الأحمر، وكان ضمن المجموعة التي زارت سوريا، وهم على العموم ممنوعون من الحديث عما يرونه من تعذيب أو قتل أو إبادة، وذلك حتى لا يتم طردهم أو منعهم من العودة إلى البلدان التي يُنتدبون للعمل فيها. ولذا فإن قريبها هذا لا يتحدث عما يراه حتى إلى أقرب الناس إليه. إنما تصرفاته تدل على أن ما يراه هو أهوال وليس حالات عادية. فن تصرفاته عندما يخرج من سوريا أنه قد يمكث أياماً لا يتكلم مع أحد حتى مع زوجته، ويكون في حالة نفسية صعبة، إلى أن يتم عرضه على طبيب نفسي أو أكثر من الذين يعملون مع الصليب الأحمر، وهؤلاء قد يخضعونه إلى تدريبات مركّزة ليعيدوه إلى حالته الطبيعية. والأطباء أنفسهم عندهم معرفة بما يراه العاملون في الصليب الأحمر، إذ يزورون البلدان المضطربة ويطلعون على حقيقة ما فيها، ولديهم خبرة في التعامل مع مثل هذه الحالات.
وللأسف فإن الذين يمارسون الاعتقال والتعذيب والقتل والإبادة يتصرفون بأوامر تأتيهم من رؤسائهم، لكنهم في الحقيقة يزيدون على الأوامر لإثبات ولائهم لأسيادهم، وهذا ما نراه على مختلف القنوات.
لقد جاء فيما نشرته وكالات الأنباء تصريح لأحد مديري العمليات لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأنه في سوريا رُويت أو شُوهدت فظائع كثيرة ارتكبت بحق المدنيين خلال العامين الماضيين ناهيك عن الهجمات العشوائية على المدنيين واستهداف العاملين في مجالي الرعاية الصحية والإغاثة، مطالباً الدول بأن تضطلع بدور إيجابي عن طريق زيادة الضغط من أجل ضمان احترام القانون الإنساني الدولي ومعاهدة جنيف التي تحدد قواعد الصراع المسلح ومن بينها معاملة المدنيين وأسرى الحرب، وطالب بالكف عن الانتهاكات المتواصلة للقانون الدولي الإنساني وللمبادئ الإنسانية الأساسية.
وأشار أيضاً إلى إن مئات الأشخاص يموتون في سوريا يومياً، وما زال عشرات الآلاف من الأشخاص في عداد المفقودين أو المحتجزين، مؤكداً مواصلة السعي حتى تتخذ السلطات السورية تدابير ملموسة تتيح للجنة زيارة المحتجزين.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو أربعة ملايين سوري بحاجة للمساعدات الإنسانية، من بينهم ما يقدر بنحو 2.5 مليون نزحوا عن منازلهم ويقيمون في مخيمات عامة تفتقر لأبسط قواعد الصحة العامة.
فهل من مجيب أو مستجيب؟