2014/02/24

{7001 صدى} إلا نصرَه اللَّهُ في موطنٍ يحبُّ نصرتَه

إلا نصرَه اللَّهُ في موطنٍ يحبُّ نصرتَه

د. محمود نديم نحاس

https://twitter.com/MNNahas

http://www.facebook.com/Prof.MNNahas

https://twitter.com/sadagroup

المقالة منشورة في الاقتصادية الإلكترونية، الأحد 23/2/2013

http://www.aleqt.com/2014/02/23/article_827941.html

غمرني شعور بالفرحة وأنا أقرأ أمر خادم الحرمين الشريفين لتنظيم يوم للتضامن مع الأطفال السوريين يوم الثلاثاء المقبل على مستوى المملكة، لتغطية حاجة الأطفال السوريين، إكمالاً للحملة الوطنية لنصرة الأشقاء في سوريا، والمشاركة في هذا الواجب الإنساني، ورصد المأساة وإيضاحها، وإيجاد وسائل للتضامن المادي والعيني والمعنوي، واستخدام وسائل الاتصال الحديثة للتسهيل على المواطنين للتعبير عن مشاعرهم، ومشاركة أشقائهم في سوريا في هذه المأساة الإنسانية. وقد فتحت الحملة المجال لتقديم التبرعات النقدية عبر حساب مصرفي معلَن، والتبرعات العينية عبر مستودعات منتشرة في مدن المملكة، كما أتاحت خدمة التبرع عبر الرسائل النصية من خلال رقم موحد لجميع شركات الاتصال.

إن المحنة التي يمر بها الشعب السوري، والأطفال السوريون على وجه الخصوص، لن تطول بإذن الله، وقد قال الشاعر:

إن للظلمِ جولةً ثم يهوي بعدَها راعشَ اليدين قعيدا

وهؤلاء الأطفال هم رجال المستقبل، وسيردّون الجميل لمن أحسن إليهم، ففي الحديث الشريف (البِرُّ لا يَبْلى)، رغم أن الذين يقدّمون العون لا ينتظرون من البشر ثواباً، وإنما تتجه أنظارهم نحو رب العباد، لاسيما وهم يقرأون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (الرَّاحمون يرحَمُهم الرَّحمنُ. ارحَموا من في الأرضِ يرحمْكم من في السَّماءِ). وقد أثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما قامت به العرب قبل الإسلام من نصرة للمظلوم، فقال عن حلف الفضول (لقد شَهِدتُ مع عمومَتي حِلفًا في دارِ عبدِ اللَّهِ بنِ جُدعانَ ما أُحبُّ أن لي بهِ حُمْرَ النَّعَمِ، ولَو دُعيتُ بهِ في الإسلامِ لأجَبتُ). وهي دعوة لنصرة المظلوم، تجلت بشكل أوضح في قول المصطفى صلى الله عليه وسلم (ما منَ امرئٍ مسلم يخذُلُ امرَأً مسلمًا في موضعٍ يُنتَهكُ فيهِ حرمتُه ويُنتَقصُ فيهِ من عرضِه إلا خذلَه اللَّهُ تعالى في موطِنٍ يحبُّ فيهِ نصرتَه. وما منَ امرئٍ مسلم ينصُرُ مسلمًا في موضعٍ يُنتَقصُ من عرضِه ويُنتَهكُ فيهِ من حرمتِه إلا نصرَه اللَّهُ في موطنٍ يحبُّ نصرتَه).

وإن من أهم نتائج يوم التضامن مع الأطفال السوريين هو أن يعرف الأطفال في كل مكان حجم المأساة التي يتعرض لها أطفال سوريا. وقد ذكرتُ في مقال سابق أن قناة إخبارية ألمانية تقدِّم نشرة أخبار خاصة بالأطفال لتطلعهم على ما يجري حولهم، وأنها قدّمت برنامجاً خاصاً عن أطفال سوريا.

ولقد أبكاني صديق سوري منذ أيام، فقد قابلته ومعه كيس مليء بالنقود، وكلها من فئة الريال! ولو لم أكن أعرف أنه من أهل الكرم والشهامة لظننت أنه كان واقفاً على باب المسجد يجمعها! فسألته: ما هذا الذي معك؟ فأجاب: فاجأتني بناتي الأربع بأن أحضرن حصّالاتهن التي يدخرن فيها بعضاً مما يأخذون مني، وقلن: سنعطيك ما في الحصّالات لتتبرع به للأطفال السوريين الجرحى أو المشردين أو الجياع الذين نراهم على التلفاز. وها هي في الكيس، أكثر من ثمانمائة ريال، خرجتُ لدفعها لإحدى الجهات الإغاثية المعتمدة.

سألته: أَوَليس من المبكر أن تطلع بناتك الصغيرات على تلك المآسي؟ فقال: عندما كنت صغيراً كنتُ مغيَّباً عما يجري حولي، وكان ذلك بسبب والدي الذي كان يقدِّر أن معرفتي بالأمور قد تضرني بل وتضر الأسرة بأكملها، فقد كنا وقتها في سوريا، ولم يكن ممكناً أن تفتح فمك بكلمة! ولم أرَ من والدي إلا موقفاً واحداً صريحاً وشجاعاً! فقد كنت معه يوماً في السيارة، فلما رأى قوات الأمن تنزع الحجاب عن النساء في الشارع، أوقف سيارته ونزل يدافع عنهن، فأشبعته قوات الأمن ضرباً، فنزلتُ من السيارة لعلي أدفع عنه بعض الضربات، رغم صغر سني، فصرخ في وجهي وأمرني بالعودة إلى السيارة خوفاً علي منهم. فآليت على نفسي ألا أغيّب أولادي عما يجري حولهم، ولذا فأنا أطلع بناتي على مأساة الأطفال السوريين، كي يتفاعلن مع القضية ولا يعشن في أبراج عاجية.


--
--
▀ ▄ ▀ ▄ ▀ ▄ ▀ ▄ ▀ ▄ ▀ ▄ ▀ ▄ ▀ ▄ ▀ ▄ ▀ ▄ ▀ ▄ ▀ ▄ ▀ ▄ ▀ ▄ ▀ ▄ ▀ ▄ ▀ ▄ ▀ ▄
 
- لنشر رسالتك في مجموعة صدى ارسلها بعد التنسيق إلى
sada-g@googlegroups.com
 
##############################################################
 
- للاشتراك في هذه المجموعة إرسال رسالة فارغة إلى :
sada-g+subscribe@googlegroups.com
 
###############################################################
 
- لمراسلة إدارة المجموعة او الانسحاب : sadagulf@gmail.com
 
الكلام المنشور لا يعبر عن رأي المجموعة إنما عن رأي صاحب الرسالة
لزيارة موقع المجموعة http://goo.gl/sUVe
 
لإلغاء الاشتراك في هذه المجموعة، ابعث برسالة إلكترونية إلى
sada-g+unsubscribe@googlegroups.com
 
---
‏لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة صدى البريدية" من مجموعات Google.
‏لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى sada-g+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.

2014/02/17

{7000 صدى} لي شوي... لا تحزني


لي شوي... لا تحزني
د. محمود نديم نحاس
المقالة منشورة في الاقتصادية الإلكترونية، الاثنين 17/2/2014
نقلت الأخبار أن نحو عشرة ملايين طفل صيني يعانون من عدم الحصول على بطاقات هوية لأنهم غير مسجلين لدى الأحوال المدنية بسبب مخالفة أبويهم لقانون الطفل الواحد الذي فرضته السلطات منذ أكثر من ثلاثين عاما. وروت المواقع قصة الفتاة "لي شوي"، الابنة الثانية لأبوين معاقَين، تحديا القانون وأنجباها لعلها تنفعهما في الكبر، ففُصلا من عملهما، ولم يتم تسجيل البنت، فلم تحصل على بطاقة الهوية، ولم تتمكن من الالتحاق بالمدرسة، فتعلمت في البيت، وأتقنت الإنجليزية، لكنها لن تستطيع دخول الجامعة، ولن تستطيع أن تعمل بشكل رسمي، ولن تستطيع السفر بالقطار...!
لي شوي... قصتك محزنة ولا شك، لكني أقول لك لا تحزني! فسوف تنسين مصابك إذا أخبرتك عن ملايين الأطفال السوريين الذين لن يُتاح لهم ما أتيح لك من تعليم، بل لا يُتاح لهم أن يروا التلفاز أو يتنقلوا بين مواقع الإنترنت كما يُتاح لك، فبراميل الموت تلاحقهم وتدمّر البنية التحتية، وتسوّي أبنيتهم بالأرض، فيموتون تحتها. ومن المؤكد أنك تذرفين الدمع وأنتِ تشاهدين مناظر الشهداء على القنوات الفضائية. لكن مهلاً، فالذين قضوا تحت الأنقاض هم الأكثر حظاً! نعم أكثر حظاً لأن الشهادة سعت إليهم! أما الذين يبقون أحياءً فيموتون كمداً وهم يرون ذويهم وقد تقطّعت أجسادهم، أو يرون بيوتهم وقد صارت يباباً؟ فإذا انتبه أحدهم إلى نفسه يحس بأن يده قد طارت، أو رِجله قد انفصلت، أو عينه قد قُلعت. فيتمنى أنه قضى مع من قضى لينال شرف الشهادة ويتخلص من الآلام! وربما أحزنك منظر ذلك اللاجئ الذي انتُشل من الغرق في محاولته للهرب إلى إحدى الدول الأوروبية، فلما حطّ رحاله فيها جاءه خبر استشهاد أفراد أسرته بالبراميل المتفجرة الساقطة من الطائرات، فما كان منه إلا أن أضرم النار في نفسه، إذ لم يعد للحياة معنى عنده!
ربما تسألين عن عدد القتلى منذ اندلاع الثورة فتجيبك المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بأنها أوقفت عمليات حصرهم بسبب الوضع المعقد وكثرة الضحايا! نعم الوضع معقد إلى درجة أن من يموتون من الجوع داخل المناطق المحاصرة لا يدري بهم أحد.
تعليم أطفال النازحين مشكلة مستعصية، رغم مطالبة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) بالاهتمام بهم، مع التحذير من مواجهة رصيد جديد من الأميين. ويصف أحد الصحفيين أطفالاً رآهم قد قسموا أنفسهم فريقين: أحدهما يدافع عن بيت خشبي مهجور، وآخرون يمثلون القوات المهاجمة، في معارك وهمية واشتباكات بأسلحة غير حقيقة، يسقط فيها قتيل من المدافعين، فيشيعه رفاقه الصغار وهم يرددون الهتافات، في محاكاة بريئة لما يجري حولهم! لقد حُرموا من مدارسهم وألعابهم، فراحوا يجسدون مشاهداتهم اليومية في ساحات لعبهم التي غاب عنها المعلم والسبورة، وحلت مكانها ألعاب الأسلحة. إنه جيل كامل من الأطفال يعيشون مشردين داخل بلدهم أو في الدول المجاورة، وحاجتهم للمدارس وأماكن اللعب ليست بأقل من حاجتهم للطعام والكساء والعلاج الطبي، إذ تتفشى بينهم الأمراض كشلل الأطفال، إلى درجة أن صارت الصحة هاجس خطير!.
وكما وصفتها الصحف البريطانية فإن أزمة اللاجئين السوريين هي أكبر كارثة إنسانية اليوم، وسببها الأهوال التي لا تصدّق والتي روت هذه الصحف بعضاً منها، كنقلها عن امرأة تبلغ من العمر ثمانين عاماً قولها: لقد هُدم منزلنا الذي كنا نعيش فيه مع أولادنا وأسرهم، ولم يعد لنا مكان نذهب إليه! فكل ما نملكه دُفن تحت الركام، حتى الذكريات! نعم راحت هوياتهم ووثائقهم وسجلاتهم وذكرياتهم، ووُلد أولادهم في مناطق النزوح دون وثائق ولادة.
لي شوي... قصتك محزنة لكن قصة هؤلاء مأساوية!


2014/02/05

{6999 صدى} Fw: لوغو كيكا


لوغو كيكا
د. محمود نديم نحاس
المقالة منشورة في الاقتصادية الإلكترونية، الثلاثاء 4/2/2014
منذ ربع قرن من الزمان بدأت قناة الأطفال الألمانية كيكا Kika برنامجها المسمى لوغو Logo، وهو برنامج أخبار يومي لمدة عشر دقائق موجّه للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين التاسعة والثانية عشرة. برنامج فريد من نوعه، متخصص بتقديم الأخبار للأطفال بعد إعادة صياغتها بجمل بسيطة ثم عرضها مع الرسومات التوضيحية، متجنّبا الحديث عن تعقيدات السياسة، ومتحاشياً إظهار التفاصيل المثيرة في الحروب كالمشاهد الدموية مثلاً، رغم تعرض البرنامج لأمور ليست بسيطة مثل مشكلة استخدام السلاح الكيميائي في سوريا. وهدف البرنامج تثقيف الأطفال ليفهموا العالَم من حولهم، في مصداقية كاملة، وإخبار الأطفال بالحقيقة عن الأشياء المروّعة التي تحدث في العالم، دون إثارة الرعب لديهم.
ولم يكن غريباً أن تُنقل معاناة الأطفال السوريين لمشاهدي البرنامج، وعرض ظروفهم الصعبة، وتحديات التكيف مع أوضاعهم في أماكن النزوح، دون دماء أو أشلاء. ويتلقى البرنامج استفسارات الأطفال المشاهدين من خلال رسائل البريد الإلكتروني والتي يتضح منها أن بعض الأطفال يُبدون اهتماما عميقا لفهم ما يدور حولهم من أحداث في العالم. وفي الحالة السورية تنوعت أسئلة الأطفال عن: كيف يعيش الأطفال السوريون في مخيمات اللجوء؟ أين يلعبون؟ كيف يدرسون؟ كيف يواجهون التحديات؟
الإيجابي في البرنامج هو تعليم الأطفال مختلف وجهات النظر، وذلك لتوسيع آفاق تفكيرهم، من أجل ألا تكون القضايا لديهم أبيض أو أسود، بل يجب أن يعرفوا أن هناك منطقة رمادية واسعة. ولذا يعرض البرنامج عدة آراء بشأن الموضوع نفسه، فيقدم الأخبار السيئة كما يقدم النواحي الإيجابية. ففي حالة أخبار الأطفال السوريين تحدّث البرنامج مع طفلين سوريين، أحدهما يعيش نازحاً في مدرسة في الداخل السوري، وآخر استطاعت أسرته الوصول إلى ألمانيا للعيش فيها. ولاشك أن لكل منهما ظروف وتحديات مختلفة، لكن اختلاف الحالتين يعطي الأطفال مساحة واسعة للتفكير.
إنه فعلاً برنامج عجيب، يقدّم خدمة ممتازة للأطفال، ويساعد أولئك الذين ينوون أن يعملوا في المستقبل في المجال الإعلامي أو السياسي أو في مجال تصوير الأحداث الساخنة.